تشهد أمريكا الشمالية، غدًا الاثنين، حدثًا نادرًا، يتمثل في كسوف الشمس الكلي الذي يمتد عبر القارة بأسرها، من المكسيك إلى أقصى الأطراف الشرقية لكندا
وهذه الظاهرة الاستثنائية لن يشهدها سكان تلك المناطق قبل 20 عامًا آخرين.
ووفقًا لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، يستمر الكسوف الكلي النادر لمدة أربعة دقائق و28 ثانية متجاوزًا مدة الكسوف السابق الذي بلغت دقيقتين.
وتحدث ظاهرة الكسوف عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، ليغطي سطح الشمس بالكامل بطول مسار صغير من سطح الكوكب، أو ما يعرف بـ “طريق الكسوف” أو “مسار ظل القمر”.
وكلما كان القمر أقرب وكلما كانت الشمس أبعد كلما كان الكسوف الكلي أطول.
وفي 7 من إبريل، سيقترب القمر من الأرض خلال الشهر وبالتالي سيظهر أكبر قليلاً في السماء، مما يجعل الكسوف الكلي للشمس يستمر لمدة تصل إلى 4 دقائق و28 ثانية في بعض المناطق.
وقالت كيلي كوريك، مدير برنامج ناسا لكسوف الشمس لعامي 2023 و2024: “من المثير للاهتمام أنه لا يوجد في أي مكان آخر في نظامنا الشمسي، نعرفه، لديه حجم القمر المناسب لحجب سطح الشمس تمامًا. وهذا فريد جدًا، كما تعلمون، الأرض مميزة”.
ويقول الخبراء إن الكسوف الكلي للشمس يحدث غالبًا في مكان مجهول كما هو الحال في جنوب المحيط الهادئ أو القارة القطبية الجنوبية.
لكن الأمر عادة ما يستغرق ما بين 400 إلى 1000 عام قبل أن يعود الكسوف الكلي إلى نفس المكان، وفقًا لما نقله موقع “يورونيوز” عن كوريك.
وستشهد أوروبا الكسوف الكلي التالي للشمس في أغسطس 2026 على طول مسار الحدود الشمالية لجرينلاند وأيسلندا وإسبانيا.
وسيحدث الكسوف مرة أخرى في إسبانيا بعد أقل من عام في أغسطس 2027. ولن يحدث حتى عام 2061.
ماذا يحدث خلال كسوف الشمس الكلي؟
والكسوف هو ظاهرة كونية يتطلب حدوثها أن تكون الشمس والقمر والأرض على خط واحد، متخذين وضعية محاذاة صحيحة حتى يلقي القمر بظلاله على كوكبنا.
وعندما تحدث هذه الظاهرة الكونية، يلقي القمر بنوعين من الظلال على الأرض.
وينتج عن أحد أنواع ذلك الظلال كسوف جزئي للشمس يغطي جزءًا من الشمس.
أما النوع الآخر – الأكثر إثارة – فهو الظلال الذي ينتج عنه ما يسمى الكسوف الكلي للشمس، إذ تكون الشمس مغطاة بالكامل بالقمر، باستثناء حلقة من الضوء في السماء.
وقالت باتريشيا ريف، أستاذة الفيزياء وعلم الفلك في جامعة رايس: “لذلك، قبل دقائق قليلة من الكسوف الكلي، عندما تصبح الشمس نحيفة للغاية، يكون هناك نمط حيود لضوء الشمس موجود على الأرض، لكنه يجتاحك بسرعة 1600 كيلومتر في الساعة. وهكذا ينظر إلى الضوء على الأرض وكأنه تموجات صغيرة”.
وخلال الكسوف الكلي، يمكن رؤية الكواكب، على الرغم من أن بعضها قد يكون خافتًا جدًا بحيث لا يمكن رؤيته بدون تلسكوب.
ووفقًا لأستاذة الفيزياء وعلم الفلك في جامعة رايس، يجب أن يكون كوكب المشتري والزهرة مرئيين على جانبي الشمس إلى جانب المريخ وزحل.
