قبل أيام من حلول شهر رمضان، تسارع الأسر إلى شراء احتياجاتها من السلع الغذائية من الأسواق والمتاجر المختلفة بالمملكة
إذ يكثر الطلب في هذا التوقيت من كل عام على المواد الغذائية التي تعـد مكونًا رئيسًا في موائد شهر رمضان المبارك منها الطحين واللحوم والمخبوزات والحبوب مثل الجريش والقهوة والتمور، إضافة لقائمة من المشروبات الباردة.
العروض على السلع الغذائية
ويزداد الإقبال خصوصًا على الاستفادة من العروض على بعض السلع الغذائية في أعقاب إعلان وزارة التجارة عن بدء موسم التخفيضات لشهر رمضان وعيد الفطر للمستهلكين، الذي سيستمر إلى الخامس من شهر شوال، بهدف تحفيز التسوق المبكر.
وبلغ إجمالي المنتجات المشمولة بالتخفيضات 5 ملايين منتج مخفض، وإجمالي التراخيص الصادرة للمنشآت والمتاجر 3331 ترخيصًا.
في الوقت الذي تعمل فيه المحلات التجارية على جذب المستهلكين عبر العروض الموسمية. وجاءت في الصدارة 5 منتجات، هي: الأزياء والأدوات المنزلية والأجهزة الإلكترونية والمواد الغذائية والعطور، المنتجات المخفضة.
وفرة في جميع السلع الغذائية
وتشهد أسواق المملكة التموينية وفرة في جميع السلع الغذائية بكميات كبيرة مع توفر المنتجات الاستهلاكية ومراقبة مشددة من الجهات المختصة على الأسعار.
وتسابقت الكثير من المجمعات التجارية على تأمين الكثير من السلع والعروض بالاتفاق مع الشركات المستوردة والمنتجة على حد سواء، وسط توفير كميات كبيرة من السلع تحسبًا لارتفاع الطلب في نهاية شهر شعبان الحالي ومطلع رمضان.
الغامدي: 40 ألف طن خضار وفواكه في رمضان
وأكد رئيس لجنة الخضار والفواكه بالغرفة التجارية الصناعية في جدة، سحيم الغامدي، استقرار أسعار الفاكهة والخضار في حلقة خضار جدة.
وقال إنها تتوفر بكميات وأنواع وأصناف مختلفة وكبيرة، لافتاً إلى أن تجار جدة تعاونوا واستعدوا لموسم رمضان منذ منتصف شعبان من خلال توفير 35 ألف طن من الفاكهة، إضافة إلى أربعة آلاف طن خضار وفواكه محلية، حتى لا تتأثر الأسعار، وفقًا لـ”عكاظ”.
وقال الغامدي: “المستهلك هو السبب الرئيس في رفع الأسعار من خلال الإصرار على التبضع ليلة دخول رمضان، والتدافع على حلقة الخضار، وهنا يزيد الطلب على السلعة ويصبح أكثر من العرض فترتفع الأسعار.
وتابع: “حلقة خضار جدة التي تتميز بتنوع المنتجات المعروضة فيها، يصل لها أكثر من 250 صنفاً من الفواكه والخضراوات، وقد شهدت أخيراً تنظيمات إدارية بهدف تحسين بيئة العمل والبيع والشراء بداخلها وتلبية احتياجات مرتاديها”.
4953 زيارة تفتيشية
يأتي هذا فيما قامت وزارة التجارة بنحو 4953 زيارة تفتيشية خلال شهر على المحال التجارية وأسواق الجملة والمستودعات، وأسواق المعادن الثمينة والأحجار الكريمة للتحقق من التزام المنشآت التجارية بالأنظمة، وذلك ضمن خطتها الموسمية لشهر رمضان المبارك وموسم العمرة في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
وتتابع الوزارة توافر مخزون المواد الغذائية والتموينية الأساسية بما يحقق احتياجات المستهلكين، وتأمين أي زيادة مطلوبة عبر الموردين، واتخاذ الإجراءات النظامية تجاه أي مخالفات أو مؤثرات على حركة العرض والطلب.
وتكثف الفرق الرقابية للوزارة جولاتها على الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال موسم العمرة لمتابعة مراكز الخدمة ومحطات الوقود، ومحال إطارات وزيوت السيارات، كما تتحقق من صحة العروض والتخفيضات، وجودة السلع والمنتجات ومطابقتها للمواصفات والمقاييس.
أسعار الأغنام
ويُعد الإقبال على شراء الأغنام والإبل واستخدام لحومها في الأطعمة الرمضانية عادة سنوية يقبل عليها المستهلكون في أواخر شعبان من كل عام وقبل شهر رمضان المبارك.
وفي سوق الأنعام المركزي بجدة، سجلت أسعار الأغنام ارتفاعًا كبيرًا، إذ وصلت لأكثر من 2000 ريال للأحجام الكبيرة للأغنام البلدي
وفي سوق الأغنام بمحافظة طريف، تتفاوت أسعار النعيمي من 1200 ريال إلى 2000 ريال أما السواكن من 1000 إلى 1300 ريال، بينما سعر التيوس يصل إلى 1000 ريال، وتتفاوت أسعار الإبل من 3000 إلى 5000 ريال والحاشي من 3000 إلى 4000 ريال.
وسجلت أسعار البصل انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن صعد لأرقام لا مثيل لها من قبل في أسواق المملكة خلال الأسابيع الماضية. ويصل سعر البصل الأحمر عبوة عائلية – 2 كيلو – إلى 7 ريالات.
حيل المتاجر للتخلص من السلع ورفع الأسعار
ويقول الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد الوهاب القحطاني لموقع “العربية نت”، إن بعض المتاجر الاستهلاكية تستغل قدوم شهر رمضان المبارك لعدة أهداف منها التخلص من السلع الغذائية التي توشك على نهاية صلاحية الاستهلاك، وكذلك لرفع الأسعار بعد انخفاض المخزون نتيجة إعلانات خفض الأسعار بمناسبة شهر رمضان.
وأضاف “هذه المتاجر الاستهلاكية تحاول التأثير النفسي في السلوك الاستهلاكي للتزود بأكثر مما يحتاجه المستهلك لينخفض المعروض، ويرتفع السعر نتيجة ارتفاع الطلب على متطلبات شهر رمضان”.
مخزون الغذاء في المملكة
وأوضح أن “مخزون الغذاء في المملكة في مستوى جيد في المدى المتوسط، لكننا لا نعلم عن الوضع الاقتصادي للدول التي تصدر منتجاتها إلينا، وتحاول وزارة التجارة العمل على استقرار السوق في جميع الأوقات حتى لا ترتفع الأسعار، وبالتالي يرتفع معدل التضخم المالي وتضعف القيمة الشرائية للمستهلك ما يؤثر في الاقتصاد”.
وأشار القحطاني إلى أن “قطاع الأغذية في بعض الدول الآسيوية مثل باكستان والهند غير مستقر، فقد لمسنا الارتفاع في أسعار الأرز، كذلك النقص المفتعل في كميات البصل ما زاد سعره إلى مستوى وصل ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل مدة قصيرة، وبما أن مخزون الغذاء في المملكة في مستوى مطمئن فلا مبرر للتجار لرفع الأسعار، خاصة في شهر رمضان”.
وتابع: “يسهم جشع بعض التجار في زيادة الأسعار الموسمية وغير الموسمية، لكن للمستهلك دور كبير في ذلك، حيث المستهلك المندفع يحاول الاستحواذ على أكثر من حاجته، ويدفع من غير معرفة اقتصادية بعكس المستهلك العقلاني، والمستهلك الاقتصادي. إذا توافق السلوك المندفع مع السلوك العاطفي في المستهلك”.
